Skip Navigation Linksyou-need-know-about-mindfulness

كل ما تحتاج لمعرفته حول التأمل الواعي

كثيراً ما نشعر بالتوتر بسبب وتيرة الحياة اليومية أو الأحداث الخارجة عن إرادتنا أو الأخبار التي نسمعها، ونواجه صعوبة في تهدئة عقولنا.

تدور أذهاننا بسرعة لا تصدق عندما نفكر في الأعمال الروتينية التي يجب القيام بها والاجتماعات ووجبات الطهي وخطط العطلة الصيفية ومشاكل الأطفال والأقارب الذين يجب زيارتهم وخيبات الأمل ومواعيد الطبيب والتسوق من الماركت واحتفالنا بعيد ميلادنا القادم أو المدفوعات الواجبة علينا. ومع ذلك، فنحن بحاجة إلى إيلاء نفس الاهتمام بصحة أذهاننا كما نفعل للحفاظ على صحة أجسامنا، وعلينا أن ندرك أنّ صحة الجسم والروح والصحة العقلية كيان واحد لا يتجزّأ.​

تماماً كما نمارس الرياضة ونهتم باتباع نظام غذائي صحي للحفاظ على صحة أجسامنا، هناك أشياء يمكننا القيام بها للحفاظ على صحة عقولنا التي تنجرف من فكرة إلى أخرى وتواجه صعوبة في التركيز. اليوغا والتأمّل والهوايات هي أمثلة قليلة عن هذه الأشياء. إنّ مصطلح التأمل الواعي الذي يتمتّع بمنظور كلّي وشامل، يجد مكانه في كل هذه الأنشطة ويجعلنا على دراية بكلّ لحظة نعيشها.

في هذا المقال، قمنا بجمع المواضيع التي قد تتساءل عنها حول التأمل الواعي، وهي مقاربة بدأت تجد مكانها في العالم الغربي بدءًا من الستينيات، والتي وضع فرضيتها الطبيب جون كابات زين في السبعينيات على الرغم من أن أصولها تستند إلى الفلسفة الشرقية.

ما هي التأمل الواعي؟

التأمل الواعي، في تعريفها الأكثر شيوعًا وبساطة، هي إعطاء انتباهك الكامل للحظة الحالية بشكل واعٍ ودون إصدار أحكام مسبقة. من الأمثلة المفهومة على هذا التعريف الانتباه إلى الطعام الذي تتناوله بكل حواسك، دون النظر إلى هاتفك الجوال أو التلفزيون أثناء تناول الطعام.

تسمح لك حالة الانتباه النشط هذه بمراقبة أفكارك ومشاعرك دون إصدار أحكام وتساعدك على تركيز انتباهك على ما تفعله في الوقت الحالي. فقط عندما تكون في "اللحظة الحالية" يمكنك أن تراقب بهدوء ما يجري بداخلك وحولك دون أن تغمر نفسك في الأفكار، وبذلك تتصرف دون المبالغة في رد الفعل، وتبقى منسجماً مع قيمك الأساسية. "الإدراك الواعي" أو "التأمل الواعي" هي ممارسة يمكن لأي شخص ممارستها ولكن يحتاج إلى العمل على استيعابها.

 

ما هي مساهمات التأمل الواعي في الحياة اليومية؟

  • التأمل الواعي تسهّل الاستقرار الذهني وتقلّل من القلق والتوتر.
  • تساعد تمارين التأمّل وهي إحدى ممارسات اليقظة على تقوية جهاز المناعة لديك.
  • وقد لوحظ أنّ ممارسات اليقظة المنتظمة مفيدة لزيادة المادة الرمادية في مناطق الدماغ المتعلقة بالذاكرة والتعلّم والتعاطف والتحكّم العاطفي.
  • تجعلك عادات الأكل الواعية تدرك إشارات الشبع، وتستمتع بما تأكله وتساعدك على تجنّب الإفراط في تناول الطعام. وتمهّد الطريق لك لاتخاذ خيارات غذائيّة صحيّة بمرور الوقت.
  • كما ثبت أن تدريبات التأمل الواعي تحسّن التركيز ومدى الانتباه والذاكرة.
  • ويساعدك التأمل الواعي على تقليل التفاعل العاطفي وتنظيم عواطفك.
  • كما تزيد ممارسات التأمل الواعي الذهنية المنتظمة من قدرتك على التعاطف، فضلاً عن قدرتك على أن تكون أكثر إنصافاً ولطفاً مع نفسك.
  • يزيد التأمل الواعي من القدرة على التفاؤل وفهم الاختلافات والصبر والتسامح في كل من العلاقات الثنائية وعلاقات الابوين مع أطفالهم.
  • وتساعد على تقليل القلق والتوتر أثناء الحمل.
  • تظهر الأبحاث أنّ الأعراض المرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة واضطرابات الصدمات الأخرى يتمّ تقليلها من خلال ممارسات اليقظة.
  • يوفّر التأمّل القائم على التأمل الواعي فوائد مثل طول فترة الانتباه وتحسين أنماط النوم وتخفيض مستويات الإرهاق.

ما هو الإدراك والإدراك الواعي؟

على الرغم من أن مستوى إدراكنا وقدرتنا على فهم ما يحدث في تلك اللحظة مرتفع، إلا أن "الإدراك" و "الإدراك الواعي" هما مفهومان متكاملان ومختلفان.

يكون الإدراك قائماً على الحواس ويسمح لنا بإدراك أننا جزء من كل ما يحيط بنا. أمّا التأمل الواعي فيتطلّب مزيداً من عمليّات التأمّل والتفكير. التأمل الواعي هو أكثر من مجرد عيش اللحظة واستشعارها. إنه قبول كلّ التجارب مثل الغضب والحزن وكذلك السعادة والسلام دون النقد والحكم، والاستفادة من كل هذه التجارب لفهم أنفسنا بشكل أفضل.

 

ما هي تمارين التأمل الواعي؟

التأمل الواعي هو ممارسة حياتية يمكنك استخدامها في كل جانب من جوانب حياتك. في الواقع، تُعرّف تمارين التأمل الواعي بأنّها الأنشطة التي نحتاج إلى القيام بها لإعادة اكتشاف هذه المهارة، والتي هي في طبيعة معظمنا ولكننا نسينا وجودها، ولجعلها جزءاً من حياتنا اليومية أو تقويتها.

اليوم، هناك العديد من المراكز التي ستوفر لك التدريب اللازم في هذا الصدد. يمكنك استخدام هذه المراكز لجعل التأمل الواعي جزءًا من حياتك، أو يمكنك العمل مع علماء النفس الذين يمكنهم ممارسة العلاج الذي يركز على التأمل الواعي لمعرفة أي تمرينات التأمل الواعي هي الحل الأنسب لك.

ما هي أنواع تمارين التأمل الواعي؟

تنقسم تمارين التأمل الواعي إلى قسمين كتمارين رسمية وغير رسمية.

التمارين الرسمية هي التي عليك القيام بها بانتظام كل يوم في ضوء التدريب الذي تلقيته؛ وهي تمارين تركز فيها على التنفس أو الأفكار أو الحواس أو تُثريها بتأمّل التأمل الواعي.

تهدف تمارين التأمل الواعي التي تركز على التنفس إلى التعرف على أنفاسك، والتحكم فيها، والسماح لأنفاسك بأن تتدفق بكل طبيعتها، مثل الأفكار التي تدور حولك أو تطير في عقلك.

تم تطوير تمارين التأمل الواعي التي تركز على الحواس لخلق إدراكٍ واعٍ لجميع الحواس في جسمك. إن اختبار تأثيرات كل شيء تراه أو تلمسه أو تسمعه أو تتذوقه أو تشمه وتهتم به هو أساس التمارين الحسّية.

تعلمك تمارين التأمل الواعي التي تركز على الأفكار والمشاعر أن تنتبه لكيفية تدفق عقلك وعمليات التفكير الخاصة بك مع حواسك والعمل الذي يركز على التنفس، والسماح لجميع الأفكار والمشاعر بالتدفق عبر عقلك بشكل طبيعي بما في ذلك التوتر.

من ناحية أخرى، فإن التمارين غير الرسمية هي أنشطة تتشكل بالكامل من خلال تفضيلاتك الشخصية وإبداعك، لجعل ممارسات التأمل الواعي جزءًا من روتينك اليومي. يمكنك القيام بتمارين غير رسمية أينما كنت وفي أي ظرف من الظروف أثناء التنقل أو رعاية طفلك أو المشي أو ممارسة الرياضة.

 

كيف ندمج ممارسات التأمل الواعي في حياتنا اليومية؟

خصص وقتًا محددًا كل يوم لممارسة التأمل الواعي، حتى لو كان قصيراً.

اختر بعناية نشاطاً أو مهمّة بسيطة تريد القيام بها. يمكنك الذهاب في نزهة على الأقدام أو الاستلقاء وعينيك مغلقة، أو إذا كنت تستخدم يدك اليمنى فقم بإجراء نشاط غير روتيني بيدك اليسرى مثل غسل أسنانك بالفرشاة أو تمشيط شعرك. يمكنك إيقاف تشغيل الموسيقى أثناء تنقلاتك والتركيز فقط على القيادة وما تراه على الطريق.


ابق في اللحظة

امنح اهتمامك الكامل للعمل الذي تقوم به. حاول أن تصف بالكلمات ما تراه وما تسمعه وما تشمه وما تشعر به باستخدام حواسك الخمس طوال هذه التجربة. إن التعابير التي نسمعها بشكل متكرّر مثل "عيش اللحظة" أو "البقاء في التيار" هي في الواقع مفهوم مهم جدّاً. تسمح لك القدرة على البقاء في الوقت الحالي بالتصرف بإدراك أن كل شيء سينتهي، بدلاً من محاولة التخلص من المشاعر المُشتتة والسلبية، مما يسمح لها بالمرور دون أن تتعثّر وتتضارب.


ضع أفكارك الحكمية جانباً

الحكم هو نزعة طبيعية ومن المستحيل منع عقولنا من التفكير بطريقة لا تصدر بها الأحكام. لكن يمكنك السماح لهذه الأحكام بالتدفق دون تغذيتها، ودون السماح لها بالسيطرة على مجرى أفكارك.

كن صبورا

ضع في اعتبارك أنّ هدفك هو ليس منع عقلك من القفز من موضوع إلى آخر. سوف يتجول عقلك على كلّ حال، وعليك فقط أن تظلّ هادئاً وأن تكون لطيفاً مع نفسك. في اللحظة التي تعتقد فيها أنك مشتت للغاية، ذكّر نفسك أنّك تركز على البقاء في الوقت الحاضر، وليس التفكير فيما ستطبخه على العشاء.

تنفّس بعناية

يمكنك التركيز على أنفاسك في ممارسات التأمل الواعي والتأمل. ركّز على تجربة التنفس باستخدام حواسك طوال التمرين، وعُد ببطء إلى تنفسك إذا وجدت نفسك تضيع في التفكير.

ما هي فوائد التأمل بطريقة التأمل الواعي؟

التأمل الواعي ليست نوعاً من التأمل، ولكنها طريقة حياة يمكن دمج التأمل فيها. يمكن تعريف هذا أنّه ممارسة تأمل اليقظة الذهنية التي تركز على التنفس أو الحواس أو العواطف، حيث توجّه انتباهك إلى أنفاسك والأصوات من حولك والتغيرات في جسمك، حتى لو انتقل العقل إلى مناطق أخرى.

من المعروف علميّاً أن تمارين التأمل الواعي والتأمّل المنتظم للذهن تعمل على تحسين الانتباه وتقوية جهاز المناعة وتقليل التوتر وزيادة جودة النوم وتقليل آثار الشيخوخة وتساعد على التحكم في الوزن ومحاربة المشاعر السلبية بشكل أفضل.

 

من يمكنه إجراء تمارين التأمل الواعي؟

اليقظة هي أحد التطبيقات التي يمكن للجميع الاستفادة منها، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو المهنة. وهو مفيد بشكل خاص للأشخاص الذين يجدون صعوبة في تنظيم عواطفهم أو يتصرفون باندفاع أو يمرون بأحداث صادمة أو يتعافون من اضطراب تعاطي المخدرات. إذا كنت أنت أو أي شخص تحبه يعاني من مشكلة في إدارة التوتر أو المشاعر أو الأفكار السلبية، يمكن أن يكون التأمل الواعي أداة رائعة للتخلص من التوتر.

لا تنتظر قبل بدء تمرينات التأمل الواعي!

بصفتك عميلاً ل Âlâ المصرفية، يمكنك أن تبدأ رحلة التأمل الواعي الآن بشروط خاصّة ومفيدة. يمكنك الاستفادة من البرامج التدريبية وورش العمل المختلفة التي تقدمها شركة "رينايسنس" للاستشارات، بما في ذلك تدريبات التأمل الواعي، مع خصم خاص بنسبة 30% لجميع عملاء Âlâ للخدمات المصرفية، واتخاذ خطوة قيّمة نحو جعل مهارات "الإدراك الواعي" جزءًا من حياتك.

المفاهيم الخاطئة حول التأمل الواعي

  • على الرغم من أنّ التأمل الواعي هو ممارسة تم تطويرها بناءً على التعاليم الشرقية، إلا أنّها ليست معتقداً دينيّاً بطبيعته. لا تتعارض التأمل الواعي مع معتقداتك.
  • ممارسات التأمل الواعي الذهنية ليس لها طقوس خاصة. يمكن القيام بها بسهولة من قبل أي شخص.
  • التأمل الواعي ليست نوعاً من التأمل، ولكنّها ممارسة تساعدنا على القيام بتأمّل اليقظة.
  • التأمل الواعي ليست ممارسة تأكيد على الإيجابيّة. تركّز على النظر إلى الأشياء دون حكم ورؤيتها كما هي.
  • التأمل الواعي لا تنطوي على نهج صوفي. بل على العكس، فهي تطبيق متكامل مع الطب الغربي وقد أجريت عليها دراسات علمية واستُخدمت في طرق العلاج النفسي.
​​